الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم **
أخبرنا عبد الأول بإسناده عن ابن عباس قال: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: ما لكم قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانظروا ما هذا الأمر الذي حدث فانطلقوا فضربوا مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء. قال: فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن. قالوا: هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء. فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا: يا قومنا " وقال: إبليس: هذا أمر قد حدث في الأرض ائتوني من كل أرض بتربة. فكان يؤتى بالتربة فيشمها ويلقيها حتى أتي بتربة تهامة فشمها وقال: ها هنا الحدث. قال محمد بن سعد: وأخبرنا علي بن محمد عن يحيى بن معين عن يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس قال: إن أول العرب فزع لرمي النجوم ثقيف فأتوا عمرو ابن أمية قالوا ألم تر ما حدث. قال: بلى فانظروا فإن كانت معالم النجوم التي يُهْتَدى بها ويُعْرَف بها أنواء الصيف والشتاء انتثرت فهو طَي الدنيا وذهاب هذا الخَلْق الذي فيها وإن كانت نجومًا غيرها فأمرُ أراد اللة بهذا الخلق ونبي يُبعث في العرب فقد تحدِّث بذلك. قال: وأخبرنا محمد بن عمر قال: حدًثني عبد اللّه بن يزيد الهذلي عن سعيد بن عمرو الهذلي عن أبيه قال: حضرت مع رجال من قومي صنم سُوَاع وقد سقنا إليه الذبائح فكنت أول مَنْ قَرب له بقرة سمينة فذبحتها على الصنم فسمعنا صوتًا من جوفها: العجب كل العجب خروج نبي بين الأخاشب يحرم الزنا ويحوم الذبائح للأصنام وحُرست السماء ورُمينا بالشهُب. فتفرقنا وقدمنا مكة فسألنا فلم نجد أحدأ يخبرنا بخروج محمد صلى الله عليه وسلم حتى لقيفا أبا بكر الصديق رضي الله عنه فقلنا: يا أبا بكر أخرج أحد بمكَة يدعو إلى الله تعالى يقال له أحمد فقال: وما ذاك فأخبرته الخبر. فقال: نعم هذا رسول الله ثم دعانا إلى الإسلام فقلنا: حتى ننظر ما يصنع الناس ويا ليت أنا أسلمنا يومئذ فأسلمنا بعده. واختلف العلماء في أوَّل مَنْ أسلم فالمشهور: أنه أبو بكر وقيل: علي وقيل: خديجة. وقيل: زيد رضي الله عنهم. وقيل: أول مَنْ أسلم من الرجال: أبو بكر ومن الصبيان: علي ومن النساء: خديجة ومن الموالي: زيد ثم أسلم بلال والزبير وعثمان وابن عروة وسعد وطلحة. أخبرنا ابن الحصين بإسناد له عن حية العوفي قال: رأيت عليًا عليه السلام ضحك على المنبر لم أره ضحك ضحكًا قط أكثر منه حتى بدت نواجذه ثم قال: ذكرت قول أبي طالب ظهر علينا أبو طالب وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نصلي ببطن نخلة فقال: ماذا تصنعان بابن أخي فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام فقال: ما بالذي تصنعان من باس أو ما بالذي تقولان بأس ولكني لا والله لا تعلوني استي أبدًا وضحك تعجبًا بقول أبيه ثم قال: لا أعرف أن عبدًا لك من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك ثلاث مرات لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعًا. وقال أحمد: حدَثنا يعقوب حدَثنا أبي عن ابن. اسحاق وحدثنا يحيى بن أبي الأشعث عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي عن أبيه عن جده قال: كنت امرءًا تاجرأ فقدمت الحج فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة وكان امرأ تاجرًا قال: فو الله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباءٍ قريب منه فنظر إلى الشمس فلما رأها قام يصلي ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلي. ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام بعد يصلي قال: فقلت للعباس: يا عباس ما هذا قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي قال: قلت: مَنْ هذه المرأة قال: هذه امرأته خديجة بنت خويلد. فقلت: مَنْ هذا الفتى قال: هذا علي بن أبي طالب ابن عمه. قلت: فما الذى يصنع. قال يصلي وهو يزعم أنه نبي ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى وهو يزعم أنه يفتح عليه كنوز كسرى أو قيصر. قال: فكان عفيف وهو ابن عم للأشعث بن قيس يقول: وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه لوكان الله رزقني الإسلام يومئذ فأكون ثانيًا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فصل وكان من الحوادث عند مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم: وكانت دجلة تجري قديمًا في أرض كوجى في مسالك محفوظة إلى أن تصب في بحر فارس ثم غوِّرت وجرت صَوْب واسط فأنفق الأكاسرة على سدها وإعادتها إلى مجراها القديم فغرم على ذلك أموالأ كثيرة ولم يثبت السد. فلمَا ولي قباذ بن فيروز انبثق في أسافل كسكر بثق عظيم وغلب الماء فأغرق عمارات كثيرة فلما ولي أنو شروان بنى مُسَنًيات فعاد بعض تلك العمارة وبقيت على ذلك إلى ملك أبرويز بن هُرْمز بن أنو شروان وكان من أشد القوم بطشًا وتهيأ له ما لم يتهيأ لغيره فسكر دجلة العوراء وأنفق عليها ما لا يُحصى وبنى طاق مجلسه وكان يعلق فيه تاجه ويجلس والتاج فوق رأسه معلق من غير أن يكون له على رأسه ثقل. قال وهب بن منبه: وكان عنده ثلثمائة وستون رجلًا من الحزاة وهم العلماء من بين كاهن وساحر ومنجم وكان فيهم رجل من العرب يقال له: السائب يعتاف اعتياف العرب قلما يخطىء بعث به إليه باذان من اليمن فكان كسرى إذا حزبه أمر جمع كُهَّانه وسحرته ومنجميه فقال: انظروا في هذا الأمر ما هو. فلما أن بعَث الله تعالى نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم فًي أصبح كسرى ذات غداة قد انفصمت طاق من وسطها وانخرقت على دجلة العوراء شاه بشكست يقول: الملك انكسر. ثم دعا كهانه وسحرته ومنجميه ودعا السائب معهم فأخبرهم بذلك وقال: انظروا في هذا الأمر فنظروا فأظلمت عليهم الأرض فتسكعوا في عملهم فلم يمض لساحرٍ سحره ولا لكاهن كهانته ولا لمنجم علم نجومه. وبات السائب في ليلة ظلماء على ربوة من الأرض يرفق برقًا نشأ من قبل الحجاز ثم استطار حتى بلغ المشرق فلما أصبح ذهب ينظر إلى ما تحت قدميه فإذا روضة خضراء. فقال فيما يعتاف: لئن صدق ما أرى ليخرجن من الحجاز سلطان يبلغ المشرق تخْصب عنه الأرض كأفضل ما أخصبت عن ملك كان قبله. فلما اجتمع الحزاة قال بعضهم لبعض: والله ما حيل بينكم وبين علمكم إلا لأمرٍ جاء من السماء وإنه لنبي قد بُعث أوهو مبعوث يسلب هذا الملك ويكسره وإن نعيتم إلى كسرى ملكه ليقتلنكم فأقيموا بينكم أمرًا تقولونه فجاءوا كسرى فقالوا له: قد نظرنا هذا الأمر فوجدنا حسابك الذين وضعت على حِسابهم طاق ملكك وسكرت دجلة العوراء ووضعوه على النحوس وإنا سنحسُب لك حسابًا تضع بنيانك فلا يزول قال: فاحسبوا. فحسبوا له ثم قالوا: ابنه فبناه. فعمل في دجلة ثمانية أشهر وانفق فيها من الأموال ما لا يدرى ما هو حتى إذا فرغ قال لهم: أجلس على سورها. قالوا: نعم فأمر بالبسط والفرش والرياحين. فوضعت عليها وأمر بالمرازبة فجمعوا له وجمع اللعًابون وخرج حتى جلس عليها فبينا هو هنالك انشقت دجلة وانهار البنيان من تحته فلم يستخرج إلا بآخر رمق فلما أخرج قتل من الحزاة قريبًا من مائة وقال تلعبون بي قالوا: أيها الملك أخطأنا كما أخطأ مَنْ كان قبلنا ولكنا سنحسب لك حسابًا حتى تضعها على الوفاق من السعود. قال: انظروا ما تقولون. قالوا: فإنا نفعل فحسبوا له ثم قالوا له: ابنه فبنى وأنفق من الأموال ما لا يدرى ما هو ثمانية أشهر ثم قال: أفأخرج فأقعد قالوا: نعم. فركب برذونًا له وخرج يسير عليها إذ انشقت دجلة بالبنيان فلم يدرك إلا بآخر رمقِ فدعاهم فقال والله لأمرنَ على آخركم ولأترعن أكتافكم ولأطرحنًكم تحت أيديَ الفيلة أو لتَصْدُقني ما هذا الأمر الذي تلفقون به علي. قالوا: لا نكذبك أيها الملك أمرتنا حين انخرقت عليك دجلة وانفصمت طاق مجلسك أن ننظر في عملنا فنظرنا فأظلمت علينا الأرض وأخذ علينا بأقطار السماء فلم يستقم منا لعالم علمه فعلمنا أن هذا لأمرٍ حدث من السماء وأنه قد بُعث نبي وهو مبعوث فلذلك حيل بيننا وبين علمنا فخشينا إن نَعَيْنَا إليك مُلْكك أن تقتلنا فعللناك عن أنفسنا بما رأيت فتركهم ولهى عنهم وعن دجلة حتى غلبته. أنبأنا بهذا الحديث: أبو البركات عبد الوهاب الأنماطي بإسناد له عن أبي بكر بن أبي الدنيا. حدَثنا أحمد بن محمد بن أيوب حدَّثنا إبراهيم بن سعد قال: قال: ابن إسحاق: كان من حديث كسرى قبل أن يأتيه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ِ فيما بلغني أنه كان سَكَر دجلة العوراء فألقى فيها من الأموال ما لا يدرى ما هو وذكر الحديث بعينه. وقال ابن اسحاق: وحدًثني من لا أتهم عن الحسن البصري: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله ما حجة الله على كسرى فيك قال: بعث اللة عز وجل إليه ملكًا فأخرج يده من سور جدار بيته الذي هو فيه تلألأ نورًا فلما رآها فزع فقال: لم ترع يا كسرى إن الله قد بعث رسولًا وأنزل عليه كتابًا فاتبعه تسلم دنياك وآخرتك. قال: سأنظر. روى ابن اسحاق عن عبد اللة بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: بعَث الله عز وجل إلى كسرى وهو في بيت من بعض بيوت إيوانه الن! ي لا يدخل عليه فيه فلم يرعه إلا به قائمأ على رأسه في يده عصا بالهاجرة في ساعته التي كان يقيل فيها فقال: يا كسرى أتسلم أو أكسر هذه العصا فقال: بَهَل َ بَهَل. فانصرف عنه فدعا حراسه وحجابه فتغيظ عليهم وقال: مَنْ أدخل هذا الرجل عليَ. قالوا: ما دخل عليك أحد ولا رأيناه. حتى إذا كان العام القابل أتاه في الساعة التي أتاه فيها فقال له كما قال له ثم قال له: أتسلم أو أكسر هذه العصا فقال: بَهَل بَهَل فخرج عنه فدعا كسرى حجابه وبوابيه فتغيظ عليهم وقال لهم كما قال لهم في النوبة الأولى. فقالوا: ما رأينا أحدًا دخل عليك. حتى إذا كان في العام الثالث أتاه في الساعة التي جاءه فيها وقال له كما قال ثم قال: أتسلم أو أكسر هذه العصا فقال: بَهَل بَهَل. فكسر العصا ثم خرج فلم يكن إلا تهور ملكه وانبعاث ابنه والفرس حتى قتلوه. قال الزهري: حدثت عمر بن عبد العزيز بهذا الحديث بهذا الإسناد عن أبي سلمة فقال: ذكرى لي أن الملك إنما دخل عليه بقارورتين في يده ثم قال: أسلم فلم يفعل فضرب أحدهما على الأخرى فرضَّهما ثم خرج فكان من هلاكه ما كان. أنبأنا عبد الوهاب بإسناد له عن ابن أبي الدنيا قال: حدَّثني أبو صالح المروزي قال: سمعت حاتم بن عطاء قال: سمعت خالد بن كان كسرى إذا ركب ركب أمامه رجلان فيقَولان له ساعةً بساعة: أنت عبد ولستَ برب فيشير برأسه: أي نعم قال: فركب يومًا فقالا له ذلك فلم يشر برأسه فشكيا ذلك إلى صاحب شرطته فركب صاحب شرطته ليعاتبه وكان كسرى قد نام فلما وقع صوت حافر الدواب في سمعه استيقظ فدخل عليه صاحب شرطته فقال: أيقظتموني ولم تدعوني أنام إني رأيت أنه رقي بي فوق سبع سموات فوقفت بين يدي الله تعالى وإذا رجل بين يديه عليه إزار ورداء فقال لي: سلم مفاتيح خزائن أرضي إلى هذا ألست المأمور كذا فلم يغير فإلى إن أردت أن أقول استردها منه فايقظتموني. قال: وصاحب الإزار والرداء يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستر النبوة ويدعو إلى الإسلام سرًا وكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو أيضًا مَنْ يثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه فلما مضت من النبوة ثلاث سنين نزل قوله عز وجل: " أخبرنا محمد بن أبي طاهر بإسناده إلى محمد بن سعد: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدَّثنا حارثة بن أبي عمران عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه قال: أمر رسول الله صلى عليه وسلم أن يصدع بما جاءه من عند الله وأن ينادي الناس بأمره وأن يدعوهمِ إلى الله سبحانه وتعالى وكان يدعو من أول ما أنزلت عليه النبوة ثلاث سنين مستخفيًا إلى أن أمر بظهور الدعاء. قال محمد بن عمر: وحدثني معمر عن الزهري قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام سرًا وجهرًا فاستجاب لله من شاء من أحداثِ الرجال وضعفاء الناس حتى كثر مَنْ آمن به وكفار قريش غير مكترثين لما يقول فكان إذا مر عليهم في مجالسهم يقولون: إن غلام بني عبد المطلب ليكلم من السماء. فكان كذلك حتى عاب آلهتهم التي يعبدونها دون اللّه وذكر هلاك آبائهم الذين ماتوا على الكفر فَشَنِفوا لرسول الله عند ذلك وعادَوْه. قال محمد بن عمر: وحدثني ابن موهب عن يعقوب بن عتبة قال: لما أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم للإسلام ومَنْ معه فشي أمرهم بمكة ودعا بعضهم بعضًا وكان أبو بكر يدعو ناحية سرًّا وكان سعيد بن زيد مثل ذلك وكان عثمان مثل ذلك وكان عمر بن الخطاب يدعو علانية وحمزة بن عبد المطلب وأبو عبيدة بن الجراح فغضبت قريش وظهر منهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم الحسدُ والبغي. قال محمد بن عمر: وحدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كنت بين شر جَارَيْنِ: بين أبي لهب وعقبة بن أبي معيط إن كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها على بابي فيخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: " يا بني عبد مناف أي جوار هذا! ". ثم يلقيه بالطريق. أو كما قالت. أخبرنا عبد الحق بإسناد له عن طارق بن عبد الله المحاربي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين: " مرةً بسوق في المجاز وأنا في بياعة لي فمر وعليه حلة حمراء وهو ينادي بأعلى صوته: " يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا " ورَجُل يتبعه بالحجارة قد أدمى كعبيه وعرقوبيه وهو يقول: يا أيها الناس لا تطيعوه فإنه كذاب. قلت: مَنْ هذا قالوا: غلام بني عبد المطلب. قلت: فمن هذا الذي يتبعه يرميه بالحجارة قالوا: هذا عمه عبد العزى وهو أبو لهب فلما ظهر الإسلام وقدم المدينة أقبلنا في ركب من الربذة حتى نزلنا قريبًا من المدينة ومعنا ظعينة لنا قال: فبينا نحن قعودُ إذ أتانا رجل عليه ثوبان أبيضان فسلم. فرددنا عليه فقال: من أين أقبل القوم قلنا: من الربذة. قال: ومعنا جمل أحمر. قال: تبيعوني جملكم قلنا: نعم. قال: بكم. قلنا: بكذا وكذا صاعًا من تمر. قال: فما استوضعنا شيئًا وقال: قد أخذته ثم أخذ برأس الجمل حتى دخل المدينة فتوارى عنا قليلًا فتلاومنا بيننا فقلنا: أعطيتم جملكم مَنْ لا تعرفونه فقالت الظعينة: لا تتلاوموا فقد رأيت وجه رجل ما كان ليحقركم ما رأيت وجه رجل أشبه بالقمر ليلة البدر من وجهه فلما كان العشاء أتانا رجل فقال: السلام عليكم أنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم فإنه أمركم أن تأكلوا من هذا حتى تشبعوا وتكتالوا حتى تستوفوا. قال: فأكلنا حتى شبعنا واكتلنا حتى استوفينا فلما كان من الغد دخلنا المدينة فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب الناس وهو يقول: " يد المعطي العليا وابدأ بمن تعول ابنك وأباك وأختك وأخاك وأدناك وأدناك ". وروى سعي بن جبير عن ابن عباس قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا فقال: " يا صباحاه " فاجتمعت إليه قريش فقالوا: ما لك قال: أرأيتم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ألا تصدقوني قالوا: بلى. قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد: قال أبو لهب: تبًا لك ألهذا دعوتنا فأنزل الله تعالى " تبت يدا أي لهب وتب " إلى آخر السورة. وروى ابن عباس عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال: لما أنزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم " وانذر عشيرتك الأقربين " دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: " يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعًا وعرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت حتى أتاني جبريل فقال: يا محمد إنك إن لا تفعل ما تؤمر به يعذبك الله فاصنع لهم صاعًا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسًا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرتُ به. ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلًا يزيدون رجلًا أو ينقصون فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت له فجئت به فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال: " خذوا باسم الله " فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلا مواضع أيديهم وأيم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم. ثم قال: " إسق القوم " فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتى رووا جميعًا وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب الكلام فقال: سحركم صاحبكم - فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " الغد يا علي إن هذا الرجل سبقني إِلى ما سمعت من القول فأعد لنا من الطعام مثل ما صنعت ثم أجمعهم لي ". ففعلت وجمعتهم فأكلوا وشربوا ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابًا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي " فأحجم القوم فقلت وأنا أحدثهم سنًا: أنا يا نبي الله. فقام القوم يضحكون. وذكر ابن جرير: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا إذا صلوا ذهبوا إلى الشعاب واستخفوا من قومهم فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعب من شعاب مكة إذ ظهر عليهم نفر من المشركين وهم يصلون فذاكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم فاقتتلوا فضرب سعد بن أبي وقاص يومئذ رجلًا من المشركين بلحْي جمل فشجه فكان أول دم أهريق في الإسلام. قال ابن اسحاق: ولما نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه بالإسلام لم يردوا عليه كل الرد حتى ذكر آلهتهم وعابها فلما فعل ذلك نادوه واجتمعوا على خلافه ومنعه عمه أبو طالب فمضى إِلى أبي طالب رجال من أشرافهم: كعتبة وشيبة وأبي جهل فقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا وضلل آباءنا فإما أن تكفه عنا وإما أن تخلي بيننا وبينه فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه. فقال لهم أبو طالب قولًا رقيقًا وردهم ردًا جميلًا فانصرفوا عنه ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما هو عليه يظهر دين الله ويدعو إليه ثم سرى الأمر بينه وبينهم حتى تباعد الرجال وتضاغنوا فأكثرت قريش ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وحض بعضهم بعضًا عليه ثم مشوا إلى أبي طالب مرة أخرى فقالوا: يا أبا طالب إن لك نسبًا وشرفًا ومنزلة فينا وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا وإنا والله لا نصبر على شتم آبائنا وسفه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى نكفه عنا أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين. ثم انصرفوا عنه فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ولم يطب نفسًا بإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ولا خذلانه إلا أنه قال له: يا بن أخي إن قومك جاؤني فقالوا لي كذا وكذا فأبق علي وعلى نفسك ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق. فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمه خاذله ومسلمة وأنه قد ضعف عن نصرته فقال: " والله يا عماه لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام فلمَّا ولى ناداه أبو طالب فقال: أقبل يا بن أخي. فاقبل فقال: اذهب فقل ما أحببت فو الله لا أسلمك لشيء أبدًا. وقال السدي: بعثوا رجلًا إلى أبي طالب فقال له: هؤلاء مشيخة قومك يستأذنون عليك. فقال: أدخلهم. فلما دخلوا عليه قالوا: يا أبا طالب أنت كبيرنا وسيدنا فأنصفنا من ابن أخيك ومُره فليكف عن شتم آلهتنا وندعه وإلهه. فبعث إليه أبو طالب فلما جاء قال: يا ابن أخي هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم وقد سألوك النصف أن تكف عن شتم آلهتهم ويدعوك وإلهك فقال: " يا عم أو لا أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها " قال: وإلى ما تدعوهم قال: " أدعوهم إلى أن يتكلموا بكلمة تدين لهم بها العرب ويملكون بها العجم " فقال أبو جهل: ما هي وأبيك لنعطيكهما وعشر أمثالها قال: " يقولون لا إله إلا الله " قال: فتفرقوا وقالوا سلنا غير هذه فقال: لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما أسألكم غيرها " فغضبوا وقاموا من عنده وقالوا: لنشتمنك وإلهك الذي يأمرك بهذا. ونزل قوله تعالى " وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على ألهتكم ". قال ابن إسحاق: فلما عرفت قريش أن أبا طالب لا يخذل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشوا إليه بعمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا: يا أبا طالب هذا عمارة بن الوليد أبهى فتى في قريش وأجمله فخذه فاتخذه ولدًا وسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك وفرق جماعة قومك وسفَه أحلامهم فنقتله فإنما رجل كرجل فقال: والله لبئس ما تسومونني أتعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابني تقتلونه! هذا والله ما لا يكون أبدًا. فقال مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف: والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكرهه فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئًا. فقال أبو طالب لمطعم: والله ما أنصفوني ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهرة القوم علي فاصنع ما بدا لك. قال: فجنت الحرب حينئذ وتنابذ القوم ووثب كل قبيلة على من فيها من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم ومنع الله رسوله منهم لعمه أبي طالب وقام أبو طالب في بني هاشم وبني عبد المطلب فدعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله صلى الله عليه وسلم والقيام دونه فاجتمعوا إليه وقاموا معه فأجابوا إلى ما دعاهم إليه من الدفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما كان من أبي لهب فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره من جدهم وحدتهم عليه جعل يذكر فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانه فيهم ليسدد لهم رأيهم. ومن الحوادث العجيبة أن أكثم بن صيفي الحكيم لما سمع بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يأتيه فمنعه قومه. أخبرنا إسماعيل بن أحمد بإسناده عن علي بن عبد الملك بن عمير عن أبيه قال: بلغ أكثم بن صيفي مخرج النبي صلى الله عليه وسلم فأراد أن يأتيه فأبى قومه أن يَدَعوهْ وقالوا: أنت كبيرنا لم يكن لتخف إِليه. قال: فليأت مَنْ يبلغه عني ويبلغني عنه فانتدب رجلان فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: نحن رسل أكثم بن صيفي وهو يسألك مَنْ أنت وما أنت وبماذا أجبت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أنا محمد بن عبد الله وأنا عبد الله ورسوله ثم تلا عليهم هذه الآية: " وذكر أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري: أن أكثم بن صيفي سمع بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه مع ابنه حبيش: باسمك اللهم من العبد إلى العبد أما بعد: فبلغنا ما بلغك الله فقد بلغنا عنك خير فإن كنت أريت فأرنا وإن كنت علمت فعلمنا وأشركنا في خيرك والسلام. إليك إن الله أمرني أن أقول لا إله إلا الله وليقر بها الناس والخلق خلق الله والأمر كله لله وهو خلقهم وأماتهم وهو ينشرهم وإليه المصير. بادابه المرسلين ولتسلن عن النبأ العظيم ولتعلمن نبأه بعد حين ". فقال لابنه: ما رأيت منه قال: رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وينهى عن ملائمها. فجمع أكثم بني تميم وقال: لا تحقرن سفيهًا فإن مَنْ يسمع يخل وإن مَنْ يخل ينظر وإن السفيه واهي الرأي وإن كان قوي البدن ولا خير فيمن عجز رأيه ونقص عقله. فلما اجتمعوا دعاهم إلى إتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام مالك بن عروة اليربوعي مع نفر من بني يربوع فقال: خرف شيخكم إنه ليدعوكم إلى الغبار ويعرضكم للبلاء وأن تجيبوه تفرق جماعتكم وتظهر أضغاثكم ويذلل عزكم مهلا مهلًا. فقال أكثم بن صيفي: ويل للشجي من الخلي يا لهف نفسي على أمر لم أدركه ولم يَفُتْني ما آسَى عليك بل على العامة يا مالك إن الحق إذا قام دفع باطل وصرع صرعى قيامًا فتبعه مائة من عمرو وحنظلة وخرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان في بعض الطريق عمد حبيش إلى رواحلهم فنحرها وشق ما كان معهم من مزادة وهرب فأجهد أكثم العطش فمات وأوصى مَنْ معه بإتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأشهدهم أنه أسلم. فأنزل فيه: " وقد روينا أنه مات قبل ذلك. قال مؤلف الكتاب رحمه الله: كان
من كبار الحكماء وعاش مائتي سنة وله كلام مستحسن. فمنه: من عتب على الدهر طالت معتبته ومن رضي بالقسم طابت معيشته والدنيا دول فما كان منها لك أتاك على ضعفك وما كان منها عليك لم تدفعه بقوتك والحسد داء ليس له شفاء من يصحب الزمان يرى الهوان ولم يفت من لم يمت وكل ما هو آت قريب ومن أمنه يؤتى الحذر دخل الطريق لمن لا يضيق لوسع يجدأ ودع البر ينحو عليه العدو " كفوا ألسنتكم فإن مقتل الرجل بين فكيه وفي طلب المعالي تكون العزة ومن قنع بما هو فيه قرت عينه ولم يهلك من مالك ما وعظك لا تغضبوا من اليسير فإنه يجني الكثير وألزموا النساء المهنة وأكرموا الخيل ونعم لهو الحرة المغزل وحيلة من لا حيلة له الصبر المكثار حاطب ليل أشد الناس مؤونة أشرافهم ومن التواني والعجز أنتجت الهلكة وأحوج الناس إلى الغنى من لم يصلحه إلا الغناء وحب المدح رأس الضياع ورضى الناس لا يدرك فتحر الخير بجهدك ولا تكره سخط من رضاه الجور معالجة العفاف مشقة فنعوذ بالصبر وآخر الغضب فإن القدرة من ورائك غي الصمت خير من عي المنطق خير القرناء المرأة الصالحة ليس للمختال في حسن الثناء نصيب ولا تمام لشيء من العجب ومن أتى المكروه إلى أحد فبنفسه بدأ وأقل الناس راحة الحسود يا بني سودوا أعقلكم فإن أمر مسير القوم إذا لم يك عاقلا كان آفة لمن دونه والتفاضل من فعل الكرام والصدق في بعض المواطن عجز والمن يذهب للصنيعة ومَنْ سلك الجدد أمن العثار ومَنْ شدد تفر ولقاء الأحبة مسلاة للهم ومَنْ ظلم يتيمًا ظلم أولاده من سل سيف البغي أغمد في رأسه. وممن توفي في هذه السنة ورقة بن نوفل بن عبد العزي بن قصي كان قد كره عبادة الأوثان فطلب الدين في الآفاق وفي الكتب وكانت خديجة تسأله عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم فيقول لها: ما أراه إلا نبي هذه الأمة الذي بَشَر به موسى وعيسى. نبأنا الحسين بن محمد البارع بإسناد له عن ابن شهاب عن عروة قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة فيما بلغنا فقال: " لقد رأيته في المنام عليه ثياب بيض وقد أظن أنه لو كان من أهل النار لم أر عليه البياض ". قال الزبير: وحدثني عمي مصعب بن عبد الله عن الضحاك عن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال: قال عروة: كان بلال لجازية من بني جمح بن عمر وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء ليشرك بالله فيقول: أحد أحد فيمر عليه ورقة وهو على ذلك فيقول: أحد أحد يا بلال والله لئن قتلتموه لاتخذنه حنانًا يعني لأتسمَحنَ به. قال: وقال ورقة في ذلك شعرًا وهو: لقد نصحت لأقوام وقلت لهم أنا النذير فلا يغرركمُ أحد لا تعبدن إلهًا غير خالقكم فإن دعوكم فقولوا بيننا حدد سبحان ذي العرش سبحانا نعود له رب البرية فرد واحد صمد سبحانه ثم سبحانًا نعود له وقبل سبحه الجودي والحمد مسخر كلٌ ما تحت السماء له لا ينبغي أن يساوي ملكه أحد لاشيء مما ترى تبقى بشاشته يبقى الإله ويودي المال والولد لم تغن عن هرمز يومًا خزائنه والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا ولا سليمان إذ تجري الرياح له والإنس والجن فيما بينها برد أين الملوك التي كانت لعزتها من كل أوب إليها وافد يفد من ذلك: الهجرة إلى أرض الحبشة لما ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة لم تنكر عليه قريش فلما سب آلهتها أنكروا عليه وبالغوا في إيذاء المسلمين فأمرهم رسول الله بالخروج إلى أرض الحبشة فخرج قوم وستر القوم الباقون إسلامهم فكانت أرض الحبشة متجر قريش فخرج في الهجرة الأولى أحد عشر رجلًا وأربع نسوة سِرًا فصادف وصولهم إلى البحر سفينتين للتجارة فحملوهم فيهما إلى أرض الحبشة وكان مخرجهم في رجب في السنة الخامسة من حين تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجت قريش في آثارهم فقاتلوهم وهذه تسميتهم: عثمان بن عفان وامرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأبو حذيفة بن عتبة ومعه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو والزبير بن العوام. ومصعب بن عمير. وعبد الرحمن بن عوف. وأبو سلمة بن عبد الأسد ومعه امرأته سلمة بنت أبي أمية. وعثمان بن مظعون وعامر بن ربيعة ومعه امرأته ليلى بنت أبي خيثمة. وأبو سَبرة بن أبي رهم. وحاطب بن عمرو بن عبد شمس. وسهيل بن بيضاء. وعبد الله بن بيضاء. وعبد الله بن مسعود. فأقاموا عند النجاشي آمنين فلما نزلت سورة النجم وسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد معه المشركون فبلغ ذلك أهل الحبشة فقالوا: إذا كانوا قد آمنوا فلنرجع إلى عشائرنا. وكانوا قد خرجوا في رجب فأقاموا شعبان ورمضان وقدموا في شوال فلقيهم ركب فسألوهم فقالوا: ذكر محمد آلهتهم فتابعوه ثم عاد عن ذكرها فعادوا له بالشر فلم يدخل أحد منهم مكة إلا عبد الله بن مسعود فإنه مكث قليلًا ثم رجع إلى أرض الحبشة فسطت بهم عشائرهم وآذوهم فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج مرة أخرى إلى أرض الحبشة فخرج خلق كثير وهذه تسميتهم: أسماؤهم على حروف المعجم: الأسود بن نوفل. أسماء بنت عميس. بركة بن يسار. تميم بن الحارث ويقال: بن نمير وانفرد ابن إسحاق فقال: بشر. جابر بن سفيان بن معمر. جعفر بن أبي طالب جنادة بن سفيان. جهم بن قيس. الحارث بن حاطب. الحارث بن خالد التميمي. الحارث بن عبد قيس بن عامر. حاطب بن الحارث ومات بالحبشة. حاطب بن عمرو. الحجاج بن الحارث السهمي. حرملة بنت عبد الأسود. حطاب بن الحارث ومات بالحبشة. حسنة أم شرحبيل. خالد بن سفيان الجمحي. خالد بن سعيد بن العاص. خالد بن حرام بن خويلد. خزيمة بن جهم. خنيس بن جذامة. ربيعة بن هلال. رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. رملة بنت أبي عوف. ريطة بنت الحارث. الزبير بن العوام. السائب بن الحارث. السائب بن عثمان بن مظعون. سعيد بن خولة. سعيد بن الحارث بن قيس. سعيد بن عبد قيس الفهري. سعيد بن عمرو التميمي ويقال: اسمه معيد. سفيان بن معمر الجمحي. السكران بن عمرو. سلمة بن هشام بن المغيرة المخزومي. سليط بن عمرو العامري. سويبط العبدري. سودة بنت زمعة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. سهل بن بيضاء. سهلة بنت سهيل. شرحبيل بن حسنة. شماس بن عثمان. طليب بن أزهر. طليب بن عمير. عامر بن ربيعة. عامر بن أبي وقاص. عامر بن عبد الله. أبو عبيدة بن الجراح. عبد الله بن جحش. عبد الله بن الحارث بن قيس. عبد الله بن حذافة السهمي. عبد الله بن سفيان. عبد الله بن سهيل بن عمرو. عبد الله بن شهاب. عبد الله بن عبد الأسد. أبو سلمة عبد الله بن قيس بن موسى. عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى. عبد الله بن مسعود. عبد الرحمن بن عوف. عبد الله بن مظعون. عتبة بن غزوان. عبيد بن مسعود. عثمان بن عفان. عثمان بن مظعون. عثمان بن ربيعة بن وهبان. عثمان بن عبد غنم الفهري. عدي بن نضلة. عروة بن أبي أثابة. عمار بن ياسر. عمر بن رباب. عمرو بن أمية بن الحارث. عمرو بن جهم. عمرو بن الحارث بن زهير. عمرو بن سعيد بن العاص. عمرو بن عثمان بن كعب التيمي. عمرو بن أبي سرح وقيل: اسمه معمر. عمير بن رباب السهمي. عميرة بنت السعدي. عياض بن زهير. عياش بن أبي ربيعة. فاطمة بنت صفوان بن أمية. فاطمة بنت المجلل. وقيل: المحلل. فراس بن النضر بن الحارث. فكيهة بنت يسار. قدامة بن مظعون. قيس بن حذافة السهمي. قيس بن عبد الله. من بني أسد بن خزيمة. ليلى بنت أبي خيثمة. مالك بن ربيعة. محمد بن حاطب. محمُية بنت جزء السهمي. مصعب بن عمير. المطلب بن أزهر. معبد بن الحارث السهمي ويقال: ابن معمر. معتب بن عوف. معمر بن عبد الله بن نضلة. ومعيقيب بن أبي فاطمة. المقداد بن الأسود. نبيه بن عثمان بن ربيعة. هاشم أبي حذيفة المخزومي. هبار بن سفيان. هشام بن أبي العاص بن وائل هاشم عتبة بن ربيعة. هُمينة بنت خلف ويقال: أمينة. هند بنت أبي أمية. يزيد بن زمعة الأسود. أبو الروم بن عمير. أبو سبرة بن أبي رهم. أبو قليهة. أبو قيس بن الحارث. كلثوم بنت سهيل بن عمرو. فهؤلاء جملة الذين هاجروا إلى الحبشة الهجرة الأولى والآخرة على خلاف في بعضهم.
|